الاثنين، 21 يناير 2019

مساحة بلون الشمس


احتفى القاص بدر الشيدي  بإصدار مجموعة قصصية (مساحة بلون الشمس) بإضاءة خمسة عشر نصا سرديا، وذلك عن بيت الغشام في العام 2018م، وهي المجموعة القصصية الثالثة للشيدي بعد "اشرعة الضوء" سنة 1995 و" الصورة مرة أخرى" سنة 2014م.
منذ فترة ليست بالقصيرة لم أكتب عن شي ما، توقفت عن الضجيج، ضجيجي الخاص، ابتعدت حالما بأن اكون شيئا آخر، شيئا آخر غير قارئ أو كاتب أو شيئا آخر لا علاقة له الادب وكتابته ومداولاته، اليوم لا أقول اني عدت للمضمار القديم، ولكن أقول بأني سأحاول ان اتلمس هذه المجموعة من عناوينها ولغتها واماكنها وما الذي يجعلني اكتب عنها؟ ربما ان عنوانها مساحة بلون الشمس، هل يقصد الكاتب البياض، الفضاء، اللامحدود، لون الشمس؟ وما هو ذاك لون الشمس، وهل للون الشمس لون ما؟ ربما تقول المجموعة وربما لا تبيح بالجواب ويبقى القارئ معلقا بأسئلته الخاصة.
استطاعت لغة الشيدي ان تكون وسطا غير متكفة أو غرائبية أو كلغة آخرين يهربون ويحملون لغة لا يمكن ان تمسك بها، لغة منتشية نوعا ما، لا هي في الارض ولا في السماء، لغة التحليق، لغة حانة تشيرشل، سماء ثالثة، بينما لغة الشيدي في جل المجموعة لغة قصة، تقود كل جملة القارى لما بعدها، لا تتعمد ان تجعله يتوه، تنوعت عناوينها " بين سحابتين"، " سائق التاكسي"، "الضوء البعيد"، "عيون لا ترى"، "إشارات"، "مساحة بلون الشمس"، "ليل مبعثر"، "رجاء .. لا تعزف في الحفلة"، "صداع نصفي"، "كأنه مر مسرعا"، "نهاية صاحب الكرسي المتحرك"،"فتاة مراكش"، "حكاية من الشاطيء"، "حكاية ورقة طائشة"، "نزل البهجة".
تتعدد أمكنة قصة الشيدي بين مسقط ومطرح والحمرية ومراكش ومدن أخرى بعيدة تستدل على ذلك من أسماء شخوصها، الأمكنة لدى الشيدي سريعة، يمكن للقاص ان ينتقل في قصة واحدة أو فقرة واحدة من مكان لاخر، وأحيانا تعشعش القصة في مكان واحد، واحيانا يظل العطر ونهاية القصة في الطائرة رغم نزول الشخصيات، تحمل المجموعة ايضا قصصا حاول الكاتب فيها ان يجرب الغرائبية من خلال التماهي المستمر والسريع مثل قصة "كأنه مر سريعا" حيث الاشياء تمحي وتعود وتنقذف وتظهر مرة أخرى وشخصية تنسى وتتذكر ولكن يقى الخيط الذي يبقي القارئ ولا يفصله عن المرساة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق